ريدين أن نبدأ الآن؟!
لا بأسَ,
هيّا لنبدأْ إذنْ من دمشقَ..
تقول الحكاية.. كنتُ على الجسر أمشي
فصادفتُ مطلعَ هذي القصيدة.
لو لم أكنْ شاعراً, لارتطمتُ بصوتي
ولكنني أتماسك عند المطالع
مثل دمٍ يتخثّرُ في فوّهات الجروح
أخاف إذا سِلْتُ أن أستفزّ الطريقَ
وأن أوجع الأرصفةْ..
على أي نهدٍ سأسند رأسي وقد ثكلتني الشفاهُ,
وأيةُ عاشقةٍ سوف تمنحني المعرفة؟!..
لا بأسَ,
هيّا لنبدأْ إذنْ من دمشقَ..
تقول الحكاية.. كنتُ على الجسر أمشي
فصادفتُ مطلعَ هذي القصيدة.
لو لم أكنْ شاعراً, لارتطمتُ بصوتي
ولكنني أتماسك عند المطالع
مثل دمٍ يتخثّرُ في فوّهات الجروح
أخاف إذا سِلْتُ أن أستفزّ الطريقَ
وأن أوجع الأرصفةْ..
على أي نهدٍ سأسند رأسي وقد ثكلتني الشفاهُ,
وأيةُ عاشقةٍ سوف تمنحني المعرفة؟!..
ثلاثونَ.. خمسونَ.. سبعون..
قِيل عن النار أكثر مما عن الماء قيلَ,
وقَبل الرصاص
رأيتُ اليماماتِ تترك أعشاشَها في المداخن
والحبَّ يركض بين الزواريبِ مبتعداً..
قلتُ: يا ليتني الباب..
فانكسر الباب..
يا ليتني البيت..
فانهدم البيت..
هل تعلمين لماذا أنا الآن عطرٌ؟!..
لأني انهرقتُ بقلب الحديقة..
حاصرني من أمامي جنود الإمام
وحاصرني من ورائي شيوخ الظلام
وكنت أدافع عمّا تبقّى من الله
قبل حلول الخِيامْ..
قِيل عن النار أكثر مما عن الماء قيلَ,
وقَبل الرصاص
رأيتُ اليماماتِ تترك أعشاشَها في المداخن
والحبَّ يركض بين الزواريبِ مبتعداً..
قلتُ: يا ليتني الباب..
فانكسر الباب..
يا ليتني البيت..
فانهدم البيت..
هل تعلمين لماذا أنا الآن عطرٌ؟!..
لأني انهرقتُ بقلب الحديقة..
حاصرني من أمامي جنود الإمام
وحاصرني من ورائي شيوخ الظلام
وكنت أدافع عمّا تبقّى من الله
قبل حلول الخِيامْ..
تقول الحكاية..
كان الصباح معي عند باب دمشق,
وددنا الدخول معاً, فارتددنا معاً خائفَينْ
رأينا العصافير تسقط والطائرات
وكان الصراخ يشق السماواتِ مثل عمود الدخان..
لعلّكِ كنتِ تريدين أن تأخذيني إلى "باب شرقي"..
وأن تضعي لي الطعام وكأس النبيذ
وأن تسمعيني أردّدُ بعض الكلام الإباحيّ في آخر الليل
عن قطراتِ الندى فوق صدركِ
عن رعشةِ النهد تحت شفاهي
وعن خفْقِ ساقيكِ في العتم مثل جناحيّ نسرٍ مَهيبْ..
ولكنهم أوقفوني على الحاجز العسكريّ..
تقول الحكاية..
كان الصباح معي عندما قتلوني.
ومرّ الصباح سريعاً
وما انتبهوا
حين أودعتُ هذي القصيدة بين يديه..
كان الصباح معي عند باب دمشق,
وددنا الدخول معاً, فارتددنا معاً خائفَينْ
رأينا العصافير تسقط والطائرات
وكان الصراخ يشق السماواتِ مثل عمود الدخان..
لعلّكِ كنتِ تريدين أن تأخذيني إلى "باب شرقي"..
وأن تضعي لي الطعام وكأس النبيذ
وأن تسمعيني أردّدُ بعض الكلام الإباحيّ في آخر الليل
عن قطراتِ الندى فوق صدركِ
عن رعشةِ النهد تحت شفاهي
وعن خفْقِ ساقيكِ في العتم مثل جناحيّ نسرٍ مَهيبْ..
ولكنهم أوقفوني على الحاجز العسكريّ..
تقول الحكاية..
كان الصباح معي عندما قتلوني.
ومرّ الصباح سريعاً
وما انتبهوا
حين أودعتُ هذي القصيدة بين يديه..
تريدين أن ننتهي الآن؟!..
لا يا دمشقُ..
تقول الحكايةُ إن النساءَ انهمرنَ من الشرفات
وإن المدينةَ لم ينجُ فيها أحدْ..
بكى صاحبي فوق جسر الظهيرةِ
لما رأى جثتي
وهي تطفو على "برَدَى" كالزبدْ..
وكنتُ أحاولُ مُلْكاً
ولكنّ "قيصرَ" سمّمَ في رئتيَّ الهواءَ
وألَّبَ أهلي عليَّ
وأحرقَ بين ضلوعي البلدْ..
لا يا دمشقُ..
تقول الحكايةُ إن النساءَ انهمرنَ من الشرفات
وإن المدينةَ لم ينجُ فيها أحدْ..
بكى صاحبي فوق جسر الظهيرةِ
لما رأى جثتي
وهي تطفو على "برَدَى" كالزبدْ..
وكنتُ أحاولُ مُلْكاً
ولكنّ "قيصرَ" سمّمَ في رئتيَّ الهواءَ
وألَّبَ أهلي عليَّ
وأحرقَ بين ضلوعي البلدْ..