ولكَم ألحدت ثم آمنت وضللت ثم اهتديت. ولكَم كتبت ومزقت. ولكَم جهدت في سبيل تلك اللذة العليا التي حسبتها غاية الإنسان التي ليست بعدها غاية. ولقد همت بالنور وعشت حول النور حتى أحسست أن جسمي يرق وأن لنفسي أجنحة كأجنحة الفراش.
ولقد صرت كالهواء أو كالملائكة أسهر الليل سابحاً في أجواءه أفكر فوق كتاب مفتوح تحت مصباح مضيء، حتى إذا جاء الصباح رقدت وهربت من الناس والضجيج.
إلى أن نبهتني آخر الأمر خادم عجوز قائلة:
- حياتك هذه ليست حياة. انظر إلى وجهك في المرآة ! فنظرت ملياً في مرآة خزانة الملابس فارتعدت.
ما كل هذه التجاعيد حول عيني. وما هذا الظهر الذي تقوّس وانحنى وما هذا النحول وهذا الشحوب .. أتراني قد نسيت جسمي طول هذه الأعوام؟
أم تراه الشيطان قد تقاضى الثمن دون أن أعلم؟ وهالني منظري وأنا أضع إصبعي على تلك الخطوط المخيفة على صفحة وجهي كأنها صك بزوال زهرة الحياة إلى الأبد، فما تمالكت أن صحت:
- الشباب. الشباب. لقد أخذ الشباب!
ولقد صرت كالهواء أو كالملائكة أسهر الليل سابحاً في أجواءه أفكر فوق كتاب مفتوح تحت مصباح مضيء، حتى إذا جاء الصباح رقدت وهربت من الناس والضجيج.
إلى أن نبهتني آخر الأمر خادم عجوز قائلة:
- حياتك هذه ليست حياة. انظر إلى وجهك في المرآة ! فنظرت ملياً في مرآة خزانة الملابس فارتعدت.
ما كل هذه التجاعيد حول عيني. وما هذا الظهر الذي تقوّس وانحنى وما هذا النحول وهذا الشحوب .. أتراني قد نسيت جسمي طول هذه الأعوام؟
أم تراه الشيطان قد تقاضى الثمن دون أن أعلم؟ وهالني منظري وأنا أضع إصبعي على تلك الخطوط المخيفة على صفحة وجهي كأنها صك بزوال زهرة الحياة إلى الأبد، فما تمالكت أن صحت:
- الشباب. الشباب. لقد أخذ الشباب!